OSAE

الحقّ في المقاومة: حكايات الفلّاحات والفلّاحين التونسيين حول العدالة المناخيّة

You need to add a widget, row, or prebuilt layout before you’ll see anything here. 🙂

أطلب كتابك

الحقّ في المقاومة: حكايات الفلّاحات والفلّاحين التونسيين حول العدالة المناخيّة

تواجه تونس كأغلب دول جنوب العالم أسوأ عواقب التغيرات المناخية التي تتحمل مسؤوليتها التاريخية  دول الشمال حيث يتركز رأس المال بصناعته الثقيلة وتكنولوجياته المتطورة  والتي تستخدم أكبر قدر من الطاقة زيادة عن زراعته الأحادية المكثفة  . تاريخيًا، يتحمل الشمال المسؤولية عن ما يقارب 80% من انبعاثات الكربون عالميًا، لكن جنوب العالم يدفع الثمن و في هذا السياق، تفتقر تونس مثل معظم دول الجنوب  إلى وسائل الحماية والتأقلم مع التغيرات المناخية وما ينجر عنها من  كوارث طبيعية ونقص الموارد الطبيعية كندرة المياه وتقلص مساحات الأراضي الخصبة.من المهم أيضا ذكر أنه في هذا الجانب من العالم تتأزم وضعية مجموعات أكثر من غيرها حيث أن الطبقات الفقيرة وسكان الأرياف وخاصة النساء منهم هم الأكثر عرضة لتأثيرات التغيرات المناخية . تعتبر المجتمعات الريفية بلا شك واحدة من أكثر الفئات تأثرًا بهذه الكارثة على مستويات مختلفة؛ حيث تهدد زراعتهم مباشرة بتقلص الأراضي الزراعية، وندرة مصادر المياه وتملحها. 


في هذا الإطار ، نؤمن بشدة بأهمية المعرفة المحلية ومشاركة النساء في مواجهة هذه الأزمة، حيث نرغب من خلال هذا العمل في توثيق وإبراز القصص المقاومة في تونس وفي الجنوب العالمي.


يهدف هذا الكتاب إلى شرح كيف يمكن أن تكون المعرفة المحلية الريفية عنصرًا رئيسيًا في التكيف والمقاومة لتغير المناخ في تونس ومن خلال قصص من مختلف أنحاء البلاد يحاول إبراز الممارسات اليومية للمزارعين الصغار في مواجهة أزمة المناخ. « من الأدلة المحلية إلى الاستنتاجات الأوسع  » هي الفكرة الرئيسية للكتاب حيث نحقق في المجتمعات المحلية ومعرفتهم المحلية كأداة لمقاومة تغير المناخ. بين التكيف والمرونة والمقاومة وسرديات تغير المناخ، نهدف أيضًا إلى دراسة عمليات التهميش للفلاحين التونسيين وانعدام الأمن الغذائي على المستويات الأسرية والمحلية والوطنية من خلال  فهم عمليات تغير المناخ على الصعيدين العالمي والمحلي وتحديد تأثيراتها المختلفة على الأمن الغذائي المحلي والسيادة الغذائية العالمية. من « غار الملح » و »طبرقة » و »زغوان » في شمال تونس إلى « قابس » ومرورًا بـ « تمغزة » في الجنوب، حاولنا توثيق وتصوير، من خلال منهج قائم على النوع الاجتماعي، مكانة ودور المزارعين الصغار والنساء الفلاحات في المناطق الريفية وكيف يساهمون في الأمن الغذائي الأسري و »الحفاظ » على تطوير المعرفة المحلية (من خلال التجربة) ونقلها. يهدف هذا العمل أيضا لفهم مقاومة تغير المناخ في السياق الاجتماعي والاقتصادي والظروف التاريخية التي أدت إلى التبعية الغذائية في تونس وعمليات التهميش النظامية المختلفة لهذه المجتمعات مما يحرمهم من وسائل الإنتاج الرئيسية.

نحاول أيضًا تسليط الضوء على تأثير الفلاحة الأحادية المكثفة  الموجهة للتصدير في تعزيز تغير المناخ.خلال هذا العمل   حاول المؤلفون تركيز عملهم حول قصص من الحياة  اليومية لفلاحين وفلاحات   من تونس الريفية المنسية بينما يروون رحلتهم المستمرة من أجل المقاومة والكرامة.