نظمّ مرصد السيادة الغذائيّة والبيئة الدّورة الثانية لتظاهرته السّنويّة أيام السّيادة الغذائيّة والبيئة 2019 تحت شعار “التغيّرات المناخيّة السّيادة الغذائيّة، معركة واحدة عدوّ” من 03 الى 07 ديسمبر 2019.
تظاهرة تهدف الى تبادل التجارب والأفكار للنقاش والتوعية، من خلال مقاربة قضيّة التغيرات المناخيّة ورهاناتها البيئيّة، الاجتماعية والغذائيّة مع قضيّة السياسات الفلاحيّة المعزّزة للتبعية الغذائية.
ديسمبر 2019 archive
تقرير صور أيام السّيادة الغذائيّة والبيئة 2019
في بناء التبعيّة الغذائية في تونس
تعتمد تونس، كغيرها من البلدان الكثيرة في الجنوب، على بلدان الشمال لتأمين الغذاء إلى سكانها الذين يناهز عددهم الـ12 مليون نسمة. وبصورة إجمالية، تستورد تونس أكثر من %50 من حاجاتها الغذائية في حين أنها لا تعاني نقصًا في الأراضي الزراعية الخصبة ولا في الموارد المائية القابلة للاستغلال أو في الكفاءات والدرايات المحلية في مجال الإنتاج الزراعي. والمفارقة هي أنه في حين أن التبعية الغذائية فادحة، إلا أن تونس تصدّر مجموعة متنوعة من المنتجات الزراعية مثل زيت الزيتون (ثاني أكبر مصدر في العالم) والحمضيات والتمور والخضار خارج موسمها… بالتالي، تواجه تونس حالة من التبعية الغذائية الهيكلية لا يمكن عزوها إلى الظروف “الطبيعية” (من ظروف المناخ، وطبيعة التربة، ونقص الموارد الزراعية…) إلا بشكل محدود جدًا.
يهدف هذا المقال إلى إظهار كيف تمٌ إرساء التبعية الغذائية بصورة طوعية وتطويرها (إنتاجها) منذ بداية العهد الاستعماري (نهاية القرن التاسع عشر).